العصور التي مرت بها حلب :
أولاَ : العصور الحجرية :
يمكننا إعطاء صورة بسيطة عن هذه العصور من خلال المكتشفات الأثرية التي تمت في تل المريبط الواقع في وادي الفرات القريب من حلب , و الذي لعب دورا َمهماَ في تاريخ قرى الصيادين التي سبقت القرى الزراعية و مهدت لظهورها حيث عُد
أقدم قرية عرفت في سورية و التي ترجع إلى العصر النطوفي .
إذ سكنها الإنسان منذ أحد عشر ألف عام . و من خلال المسح الأثري الذي قامت به البعثة الإنكليزية في مثلث
الباب – حلب – اعزاز أمكن التعرف على سبعة مواقع تعود إلى العصور الحجرية الحديثة من خلال القطع الفخارية التي تم العثور عليها . ناهيك عن ذلك المغاور الموجودة في حي المغاير في حلب قبر محلة الكلاسة كانت مسكونة إبان العصور الحجرية من خلال الغرف المنقورة فيها و المصاطب و الدروب التي تقع تحت الأرض . و لا ننسى تل مرديخ ( إيبلا ) الذي يقع في الجنوب من حلب ببعد /55/ كم . عثر فيه على بقايا تعود إلى ما بين (3500- 2900) ق. م
و في المنطقة المنخفضة من التل عثر على بقايا للإنسان و تعد أقدم آثار للإنسان و هي عبارة عن كسر فخارية .
و هذا دليل واضح على قدم حلب و منطقتها الموغلة في القدم .
ثانياَ: العصور التاريخية :
ذكرت النصوص التاريخية ,أنه منذ الألف الثالثة قبل الميلاد كان ملوك العراق يحرصون للسيطرة على حلب لتأمين طرق التجارة بين بلادهم وموانئ البحر المتوسط وشمال سوريا لما تحله هذه المدينة من موقع حيوي لبلاد الرافدين ولأهمية موقعها التجاري تمتاز به .
1 – فمنذ مطلع القرن :
السابع والعشرين قبل الميلاد ملك أورك / لو قال زجيزي / شن حملة على طول الفرات حتى وصل البحر فاستولى على ماري ومن المحتمل أنه استولى على حلب في طريقه .
2 – في منتصف الألف الثالثة :
قبل الميلاد عمد قيام الإمبراطورية الأكادية قام ملكها/ سارغون الأكادي / بحملة إلى الغرب من بلاده فأخضع/ ماري و يارموتي / , /حلب/ وإيبلا والأمانوس وجبال الأرز , وذلك ليظهر فوته التي لا تقهر , في عهد / ريموش بن سارغون / ما بين /2530 و 2515 / قبل الميلاد استولى على حلب وأسر ملكها / لو قال أوشو مكال / الذي كان كاهن وملك حلب , وفي تلك الأيام كانت حلب مدينة مزدهرة وقوية , ولكن في عهد / نارام سين / مابين / 2507/ 2453/ قبل الميلاد ,
شهدت حلب أول خراب لها , وتم أسر ملكها / ريد تمدو / وأكره على تدوير دولاب الماء وفي تلك الفترة كانت أورمان /حلب/
مركزاَ دينياَ , للرب حدد الحلبي رب الصاعقة والمطران والربة / عشتا ر/ الحلبية التي كان لها مكانة هامة , فقد سميت بابنة الرب / سن / وسيدة القتال .
________________________________________
3- في نهاية الألف الثالثة :
قبل الميلاد مابين / 2047- 2039 / قبل الميلاد العيلاميين على يد ملكهم / ورد سين العيلامي / الذي خاطب ود الربة عشتار طلباَ للتبرك والرضا فبنى معبداَ ورمم آخراَ إكراماَ لها .
4- ما أن انتهى الألف الثالث :
وحل الألف الثاني قبل الميلاد حتى أصبحت سوريا الشمالية أمورية بما فيها حلب والممالك الأخرى.
وهكذا كانت حلب مركز لمملكة/ يمحاض الأمورية / التي عاشت عصرها في عهد ملكها/ ياريم ليم / وهذا ما ذكرته الرقم المسمارية التي عثر عليها في ماري , وعندما بدأ التوسع الحتي استطاعت جيوش حلب بقيادة ملكها الأموري / أركابتم/ أن تلحق الأذى بالحتيين وتلاحق ملكهم / صانويل / إلى قلب الأناضول .
5- ولكن في عام / 1560/ ق.م:
استطاع الملك الحثي مورسيل الأول احتلال حلب فدمر أحياءها و نهب أموالها و سبى أهلها . فبقيت تابعة للحثيين حتى القرن الخامس عشر ق.م حيث استخلصها التيتانيون من الحثيين فنهضت في عهدهم
ولكن في سنة / 1473 ق.م / تم احتلالها من قبل الجيوش المصرية / تحوتس/ الثالث ولكن لم تلبث أن انسحبت منها لتعود من جديد للميتانيين ولكن عندما قويت شوكة الحثيين تعرضت حلب لتهديدهم فقضوا على الميتانيين فتبعت حلب مرة ثانية للحثيين فاستعادت قوتها حتى أن جيشها بقيادة نلكها / تلمي شرو / فإن له الدور الكبير في انتصار الجيش الحثي بقيادة / صانويل / الثالث على فرعون مصر / رعمسيس / الثاني في معركة/ قاد ش / وعلى الرغم من ادعاء المصريين بأنهم انتصروا في هذه المعركة .
07/12/2002
________________________________________
في مطلع القرن العاشر / الألف الأول /:
بدأت الإمبراطورية الحثية تتفكك فبقيت حلب مملكة صغيرة فأخذت تكتسب الطابع الآرامي محتفظة بأهميتها الدينية والثقافية كونها معبد للرب / حدد الحلبي / .
في عام / 853 ق.م / :
استسلمت حلب للملك الآشوري / شلمنصر/ , حيث تجد أهل حلب قد رحبوا به وسلموا له مدينتهم , وبذلك تفادت حلب السلب والدمار , فقد كافأ الملك الآشوري/ حدد الحلبي / . ولكن عند انهيار الإمبراطورية الآشورية على يد الكلدانيين / البابليين الجدد / عام / 612 ق.م / وسيطرتهم على مملكاتها في سوريا جانبها مملكة حلب .
في عام / 539 ق.م / :
احتل الفرس الأخمينيون بابل فورثوا الممتلكات البابلية في سوريا فأصبحت حلب بموجب ذلك مقاطعة فارسية يحكمها حاكم فارسي فبقيت على هذه الحالة حتى مجيء الاسكندر المقدوني وانتصاره على الفرس في معركة / إيسيوس / / 333 / ق.م .
فآلت سوريا بما فيها حلب إلى الحكم المقدوني , وبعد موت الاسكندر المقدوني استلم الحكم في سوريا / سلوتس / الذي اهتم بحلب ومنطقتها لقربها من عاصمته / أنطا كية / , فاستوطن فيها الكثير من اليونان فبدلوا اسمها إلى / بيرية / .فأصبحت حلب في العهد السلوقي عقدة مواصلات ومركز للتجارة ولكن الفتن والمؤامرات التي أحيكت بين البطالة في مصر والسلوقيين
في سوريا سببت وهناَ في الحكم الذي انهار تحت ضربات الفاتح الروماني / بومبة / عام /64/ ق.م,
الذي احتل حلب والمدن السورية الباقية / الأخرى /.
________________________________________
العصور الميلادية :
1- بعد دخول سوريا للحكم الروماني :
فأصبحت سوريا الشمالية تعرف باسم سوريا العليا فقد تعرضت سوريا لجشع الحكام الرومان حيث نهبت أحياء حلب ومعابدها لكن حافظت على اسمها اليوناني / بيروا/ ,وعند انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى شرقية وغربية آلت حلب إلى الإمبراطورية البيزنطية
عام / 330 م / ومع انتشار الدين المسيحي في سوريا تأخر دخول المسيحية إلى حلب حتى عام / 314م/ وما بين / 313-324م / ,
بنت الملكة / هيلانة / , أم الملك قسطنطين الكبير كنيسة عظمى للنصارى في حلب فأخذت حلب تلعب دوراَ بارزاَ في هذه الديانة بعدما أصبحت مركزاَ فكرياَ ودينياَ كبير , فصارت أبرشية كبيرة واحتل أبناؤها مناصب دينية عالية .
ولكن في عام / 450 م /هاجم الفرس بقيادة ملكهم / كسرى / الأول أنوشروان مدينة حلب فهدموها وحرقوها . ولكن في عام 630 م وفد إلى حلب وفد فارسي إلى هرقل الذي كان مقيماَ في حلب آنذاك , وعقد معهم معاهدة سلم دائم , إلا أن هذا السلم لم يدم طويلاَ حيث هدد الإمبراطوريتين معاَ .
قادم جديد آت من الصحراء تجري في عروقه دماء حية وعقيدة جد ية فقضى على الإمبراطورية الفارسية ومما أتى بالحكم البيزنطي في سورية . آلا وهو الجيوش الإسلامية .
________________________________________